ندوة
حول حركة 18 أكتوبر 2005 إلى 2016
يوم السبت 22 أكتوبر 2016


في إطار الاعتراف بالدور الهامَ الذي يلعبه الحقوقيون والنشطاء السياسيون في التغيير السياسي الذي مهّد لثورة 14 جانفي، أشرف مركز دراسة الإسلام و الديمقراطيية على ندوة حول حركة  18 أكتوبر 2005 إلى 2016 يوم السبت 22 أكتوبر بنزل أفريكا بتونس العاصمة.
بدأ السيد رضوان المصمودي رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية الندوة مؤكدا على ضرورة إحياء روح حركة 18 أكتوبر داعيا إلى الاتحاد فيما بين الحركات السياسية الأخرى وتوحيد الجهود بين الذي يؤمنون بالثورة والديمقراطية وناضلوا من أجل ذلك لسنين عدّة.
استهلّ السيد سمير ديلو عضو حركة النهضة الجلسة بمداخلة بدأ فيها بالتعبير عن فرحه الشديد بنتيجة التقاءه بمختلف أعضاء 18 أكتوبر حيث مرّ وقت طويل لم يلتقوا لاختلاف غاياتهم ومواقفهم السياسية.
وأشار إلى أنّ الذي جمع أعضاء منتدى 18 أكتوبر كان بمناسبة إعتصام المحامين في دار المحامي مطالبين بإطلاق سراح المحامي محمد عبّو مما أدّى إلى اتفاقهم على الاتحاد من أجل عزل الرئيس السابق زين العابدين بن علي إعلاميا خلال مؤتمر مجتمع المعلومات الذي أقامه في تلك الفترة، وذلك بالقيام بإضراب جوع جمع كلّ من سمير ديلو، العياشي الهمّامي، لطفي حجي، مختار اليحياوي، محمد النوري، حمة الهمامي، أحمد نجيب الشابي وعبد الرؤوف العيادي.
اعتبر المحامي عبد الرؤوف العيادي أن منتدى 18 أكتوبر هو عمل سياسي" في طيّ التاريخ"، يهمّ المؤرخين أكثر من السياسين حسب تعبيره. وأشار إلى دور المحامين الهام في مختلف التحولات السياسية التي مرت بها البلاد التونسية. كنا نوّه الأستاذ عبد الرؤوف العيادي إلى أنه من المفروض لو حوّلت حركة 18 أكتوبر إلى حركة سياسية قائمة الذات، لكانت تواصلت إلى اليوم كعنصر فاعل في الحياة السياسية.
أكد الاستاذ العيادي أن الحركة كانت تطالب "بسميق الحرّية"، والحق في حرية التنقل وإطلاق سراح المساجين السياسيين. ولما جاءت الثورة، أشار الأستاذ العيادي، إلى أنّ تونس مازالت تعيش تحت الوصاية الأوروبية، ولم يتم حلّ العديد من القضايا الكبرى كالبطالة والوضع الاقتصادي المتدنّي، إلى غيره من القضايا التي لم تستطع الأحزاب السياسية حلّها.
وقد أثَث اليساري العياشي الهمامي الندوة بمداخلة قيمة تخلَلتها الفكاهة. حيث سرد وقائع إضراب منتدى 18 أكتوبر متعرضا إلى كلّ أعضائه ودورهم في الحركة.
وقد شبه السيد العياشي الهمامي 18 أكتوبر بالبطَة الدميمة التي أنكر وجودها كلّ الحركات السياسية في تونس ودروها في التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد، وذلك نتيجة اختلاف المصالح بين السابق والحاضر وقد أنتجت حركة 18 أكتوبر كتابا بعنوان "طريقنا إلى الديمقراطية" وعندما تمّ طبعه، انطلقت شرارة الثورة.
وقد ختم السيد العياشي الهمامي كلمته بتساؤل مفاده هل أنَ التوحد الذي ينشده المجتمع السياسي سيشمل أعضاء 18 أكتوبر أم لا؟ وأشار إلى أنّ اعتماد العقلية السائدة هي التي ستفرّق شمل الحياة السياسية.
بدأ الصَحفي لطفي حجَي مداخلته بالحديث عن 18 أكتوبر الآن وليس الأمس، واعتبر أنّ هذه الحركة "هي جزء من التاريخ وليست في طيّ التاريخ "كردّ على السيد عبد الرؤوف العيادي، وذلك لأنها تركت بصمة على مرّ التاريخ وقادت إلى حدث تاريخي هامّ أكبر منها في الحجم والآثار ألا و هي الثورة.
وتساءل السيد لطفي حجَي عن ما الذي بقي من 18 أكتوبر، مجيبا أنّ روح 18 أكتوبر هي الباقية وهي نقطة الاشتراك بين الذين يبحثون عن الحريات والديمقراطية، وهذه الروح قائمة على التعايش بين القوى الديمقراطية الفعلية لتمنع العودة إلى فترة الاستبداد وتنتصر على الفساد السائد.
وأشار السيد لطفي حجَي إلى ضرورة حماية الإعلام، لكونه مكسبا من مكاسب الثورة في إطار حرية التعبير، من "اللوبيات الخفية الخارجية" التي يمكن أن تحركة لخدمة أجندات معيّنة.
كما أكَد أن الذي بقي من 18 أكتوبر هو حرية التنظم من خلال ما يراه في احتجاجات بعض الجمعيات التي تعرضت إلى ضغوطات جمّة نتيجة حملها لايديولوجيات إسلامية.
وأخيرا، ختم السيد لطفي حجي أن روح 18 أكتوبر موجودة في الرغبة في إقامة مؤسسات لا تقوم على الإقصاء.
وفي ختام الجلسة بدأ السيد طارق النوري نجل السيد محمد النوري رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين الذي تخلف عن المجيء نظرا للحالة الصحية، شفاه الله، كلمته بتقديم التحية لأرواح الشهداء وأشار إلى دور السيد محمد النوري في النضال السياسي وفي إنجاح إضراب أعضاء حركة 18 أكتوبر وأكد أنَ نضال 18 أكتوبر هو الذي كان لبنة قوية في بناء البيت السياسي التونسي.
وبعد انتهاء الاستراحة الموسيقية، انطلق النقاش، حيث أشارت أحد المشاركات إلى دور القوى الاجنبية في عرقلة السير الديمقراطي للحياة السياسية في تونس اليوم. وأكد أحد المشاركين إلى ضرورة تجاوز الايديولوجيات اليوم وهو ما دعا إليه المنتدى في ورقته التأسيسية، وضمان روح التوحَد بين القوى من أجل التصدَي  إلى الفساد السياسي والمالي. وطلب أحد الحضور بتوثيق هذه المرحلة لأهميتها بالنسبة لتاريخ تونس. كما دعى أحد الحضور إلى ضرورة الحوار والالتقاء بين أطياف الحياة السياسية لضمان سير الانتقال الديمقراطي وخير مثال على ذلك هو حوار منتدى 18 أكتوبر.
وفي إطار التفاعل،اتَفق أعضاء حركة 18 أكتوبر على أنّ المخرج الوحيد من الوضع السياسي ، المعقد نوعا ما هو، الحوار بين الاتجاه الاسلامي واليسار وكلّ مكوّنات الحياة السياسية وتوحَد الجهود مع الابتعاد عن المحاكمات عن النوايا وجعل الغاية الأساسية هو السير بتونس إلى الأمام وإنجاح الثورة وضمان تحقيق مطالبها الاجتماعية والسياسية.
شاهد تسجيل الندوة 

لمتابعة أخبار المركز