ندوة
التوقي من التطرف العنيف لدى الشباب
تونس 21 سبتمبر 2016


في إطار ما يعيشه الشباب التونسي من إشكاليات تتفاقم يوما بعد يوم ومع ارتفاع نسبة البطالة أصبح الحديث اليوم عن مشاكل الشباب من الأولويات التي وجب التوقف عندها والبحث في وسائل معالجتها خاصة مع انحياز الكثير منهم للتطرف والعنف، وفي هذا الإطار وفي سياق مواصلة البحث والحوار في مسألة التطرف العنيف نظم مركز دراسة الإسلام والديمقراطية مائدة مستديرة انتظمت بمقر مداد بتاريخ 21 سبتمبر 2016 تحت عنوان " التوقي من التطرف العنيف لدى الشباب"، تم خلالها دعوة ائمة وشباب وسياسيين ومختصين في المجال.
انطلقت المائدة المستديرة بمداخلة للسيدة محرزية العبيدي رئيس لجنة المراة والشباب والطفولة والمسنين  وقد أكدت على أنها واكبت العمل على نشر ثقافة السلام بين الشباب ومحاربة ظاهرة العنف والبحث في أسبابها منذ سنوات ويندرج ذلك في إطار جهودها خارج البلاد، وبينت أن للإطارات الدينية دور مهم في الحد من هذه الظاهرة لأنهم الأكثر تواصلا مع المجتمع، وأشارت إلى أن التفكك الأسري أيضا من شأنه دفع الشاب نحو التطرف إلى جانب الفقر والوضع الاجتماعي الذي يؤثر بشكل كبير. وبينت السيدة محرزية أنه من الضروري على الأئمة تنظيم خطب واعية وممنهجة من أجل ترشيد السلوكات. وفي الختام بينت أنه من الضروري بث ثقافة مبنية على القيم الاسلامية السمحة التنويرية التي تنبذ الارهاب والتطرف.
المداخلة الثانية كانت للسيد حميدة النيفر مفكر ومنظر تونسي وقد استهل كلامه بالتأكيد على أهمية الموضوع المطروح وقدم مختلف تجاربه في إطار نشر ثقافة التسامح ونبذ التطرف والعنف، وركز على أهمية العمل البيداغوجي في التأثير على العقول والقلوب وأهمية الخطاب المسجدي في توجيه المصلين. وانتقد السيد حميدة بعض الخطب غير العلمية التي يأتي بها بعض الأئمة. كما أشار إلى أن الخطاب الاعلامي أيضا في جزء منه يحث على العنف ويزرع في الناس أفكر أخرى قاتلة. ثم قدم الأستاذ خطوطا كبرى من الواجب ان يتبناها الخطاب المسجدي على رأسها مواجهة ثقافة الموت وصناعة ثقافة الحياة إلى جانب القدرة على تكوين علم شرعي سليم وحضاري.
وفي تفاعل مع هذه المداخلات بادر الشباب بتقديم مقترحات في نفس السياق من قبيل ضرورة النظر في البرامج التعليمية والتركيز على الطفولة وأرجع الشباب أسباب الارهاب إلى المنظومة التي تدفع بهم لذلك كما عبروا على أن الخطاب المسجدي لا يتطرق لموضوع الاخلاق، واقترح المتدخلون ضرورة تعديل قانون الجمعيات والأحزاب عبر التخفيض في سن الانتماء إليها من أجل دعم خبرة الشباب في العمل في الشأن العام، كما تم التأكيد على ضرورة أن تفتح المعاهد والمدارس أبوابها للنشاط والتنظم، ودعا آخرون إلى ضرورة تفعيل دور وزارة الشؤون الدينية عبر بعث أنشطة وإيجاد أجوبة للأسئلة الدينية المطروحة على الساحة والدعوة لتقديم خطابات مسجدية أخلاقية تربوية تحث على العلم والعمل، كما انتقد المتدخلون الدور السلبي للاعلام وبينوا أنه من المهم أن تكون هناك سياسة إعلامية مؤطرة وموجهة. كما عبر آخرون على أن التوجه نحو الإرهاب أو الهجرة أو الانتحار أو الادمان هو نوع من أنواع إثبات الذات والهروب من الواقع لأن الشاب في تونس مهمش ومغيب ويشعر بالضيم والغبن ويغيب عنه أي مشروع ذاتي و وطني.
السيدة محرزية أبدت تفاعلها مع هذه التدخلات وأكدت أن العنف موضوع ينطلق منذ الطفولة ويتطور عبر مراحل الحياة المختلفة فيتكون عند الشاب تدريجيا قابلية للعنف لا يمكن محاربتها إلا عبر خطاب مسجدي واعي ولذلك فإنه من الضروري إعادة تأهيل الائمة على المستويين الاجتماعي والفكري.
السيد حميدة ايضا من جهته بين أن الحوار والتعدد والتعايش والانفتاح على الثقافات من شأنه أن يخفف من وطأة التطرف والعنف وأكد أن الحلول لا يمكن أن تصدرها آليات قمعية جبرية بل من الضروري البحث عن حلول في إطار آليات منفتحة تؤمن بالتعدد وبالحوار.
شاهد الندوة :


لمزيد المعلومات حول أنشطة المركز: