في إطار العمل على تعزيز الانتقال الديمقراطي في تونس، وتدعيم ثقافة الحرّية، أشرف مركز دراسة الإسلام والديمقراطية على ندوة عنوانها المجتمع المدني، الديمقراطية ودور الدّين بتونس العاصمة، حاضر فيها الدكتور فيليب أوكسهورن، أستاذ محاضر ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة ماغيل بمونريال، كندا.
استهلّ السيد رضوان المصمودي، رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية، الندوة مرحّبا بالحضور الكريم شاكراالسيد فيليب أوكسهورن على الحضور.
بدأ الأستاذ أوكسهورن محاضرته بإلقاء الضوء على وجود العديد من نقاط التشابه في ما يخصّ مظاهر الانتقال الديمقراطي في كلّ من التجربتين التونسية وبلدان أمريكا اللاتينية. وفي تعريفه للمجتمع المدني، نوّه الأستاذ أوكسهورن أنه لا يوجد تعريف موحّد لهذا المفهوم واعتبره مجموعة من المنظمات والجمعيات التي شكلها المجتمع بنفسه.
وفي هذا السّياق، أكّد الأستاذ أوكسهورن على أنّه من الصّعب أن تكون ديمقراطية من دون وجود مجتمع مدني، فيتأثر تنظيم الهيكل الاجتماعي، وتتعطل المشاركة السياسية في الشؤون العامّة للبلاد. وبالتالي، يعدّ المجتمع المدني آلية ضرورية لتسوية النزاعات داخل الدولة بطريقة سلمية من خلال مشاركة سياسة غير عنيفة.
ولضمان فعالية مشاركة المجتمع المدني، دعا الأستاذ أوكسهورن إلى أن يكون هناك الحدّ الأدنى من التوافق داخل المجتمع، من أجل مجتمع مدني قوّي متفق فيما بينه على أن الجمعيات والمنظمات هي جزء من مجتمع أكبر، تسعى إلى تحقيق الصالح العامّ، في إطار منظومة احترام متبادل بين مختلف الأطراف المكوّنة للمجتمع المدني.
وخلافا لنظرية رأس المال الإجتماعي في الولايات المتحدة الأمريكية التي تضع الثقة كشرط أساسي في حياة المجتمع المدني 'أكد الأستاذ أوكسهورن على وجود الثقة، مما يجعل دور المجتمع المدني يكون أكثر أهمّية. فغياب الثقة يدفع عناصر المجتمع المدني إلى العمل على ما يتماشى مع تحولات البلاد وبالتالي تبرز الثقة نتيجة لنجاح المجتمع المدني.