ندوة
اليات التصدي للتطرف
تونس 10 سبتمبر 2016


في إطار تواصل مجهودات مركز دراسة الاسلام والديمقراطية في الدعوة للتسامح والحوار والبحث عن أرضية مشتركة للتفكير تم تنظيم حلقة نقاش بمقر المركز بتاريخ 10 سبتمبر 2016 تحت عنوان "آليات التصدي للتطرف" من أجل تبادل مختلف التصورات والآراء، عرفت هذه الحلقة مشاركة السيدة كارول ماك كووين سفيرة كندا بتونس والسيد ديباريس اوكمبا المدير التنفيذي للمركز الكندي للتوقي من التطرف العنيف ومجموعة من الائمة.
انطلقت حلقة النقاش بكلمة للوفد الكندي الذين بينوا أن السفارة الكندية مهتمة جدا بموضوع التطرف وهي تدعم كل الجهود التي تبذل في هذا الإطار كما عبروا عن حماسهم للتعرف على مختلف التجارب التي من شأنها أن تقدم لهم الإضافة والفائدة وأن السفارة تواكب مختلف الأنشطة التي تسلط الضوء على مسألة التطرف بكل أشكاله وبمختلف مظاهره وأكدوا أن الأهم هو البحث في الأسباب لأن معرفة الظروف التي تدفع الشباب نحو التطرف تمكن من حصر هذه الظاهرة.
الأئمة الحاضرين من جهتهم ثمنوا عمل المركز ومبادرته في تكوين الإطارات المسجدية وأكدوا أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تقلص من جنوح الشباب إلى التطرف، كما أوضحوا أن اهتمام الإمام بالقضايا العامة وبالمشاكل الراهنة أمر ضروري ولكن للأسف وزارة الشؤون الدينية لم تقدم على أي جهد في هذا الاتجاه.
الحاضرون بينوا أن الوضع الحالي في تونس يحث على العنف والراديكالية ولكن المطلوب هو البحث عن كيفية الناي بالناس عن الذهاب للعنف والتشدد، كما بينوا أن معالجة المسألة تقتضي النظر في ظروف الشباب والبحث عن الأسباب التي أدت بهم إلى الانخراط في الجماعات المتطرفة واعتبروا أن التفاوت الاجتماعي من شأنه تعميق هذه الظاهرة.

الجهل بحقيقة الاسلام وبالشريعة الاسلامية السمحة هو ما يؤدي بكثرين للتطرف حسب بعض المتدخلين على اعتبار أن هناك حالة فراغ دينية في تونس تندرج في إطار سياسة تجفيف المنابع الذي انطلق منذ زمن بن علي، والحل حسب ما بينوا يكمن في إعادة تنشئة الأجيال نشأة سليمة تقوم على معرفة الأسس الإسلامية السمحة والمعتدلة، ولكن قبل ذلك وبالتوازي معه ضرورة تكوين الأئمة في الجانب المعرفي العلمي والنفسي والاجتماعي حتى يتمكن من تغيير القناعات والتأثير في الناس.
قدم بعض الحاضرين نبذة عن تجاربهم المختلفة مع الشباب وبينوا أنه من الضروري التواصل معهم بصفة مستمرة والاحتكاك بهم وإخراجهم من الأطر المغلقة لأن المسجد لوحده لا يكفي ولا يجدر بنا انتظار الشاب حتى يأتي للمسجد بل علينا الذهاب إليه ومشاركته همومه وتقاسم الحياة معه حتى لا نسمح للتيارات المتطرفة أن تستقطبه وتوجهه وتزج به في متاهات لا يحمد عقباها.
انتقد كثيرون الوضع الاجتماعي للإمام في تونس وتردي حالته المادية وأشاروا إلى أن هناك معركة مع الدولة في هذا الإطار، فالإمام لا يتمتع بتغطية صحية ولا اجتماعية وليس له قانون يؤطر المهمة التي يشتغل فيها لا من حيث التعيين ولا من حيث العزل ولا من حيث الامتيازات التي يمكن أن تلحقه، الإمام في تونس للأسف يجد نفسه على هامش التاريخ.
التفاعل بين المتدخلين كان ايجابيا وتطرق إلى أفكار متعددة وفي ختام الجلسة اكد الحاضرون على ضرورة التكثيف من مثل هذه الجلسات وتوسيع دائرة المشاركين فيها خاصة من صفوف الشباب من أجل فهم أعمق وأكبر للواقع التونسي ولحيثياته ومن أجل الاطلاع على التجارب المقارنة وتبيان نقط الالتقاء والبحث في امكانية الاستفادة منها.
 
شاهد تسجيل الندوة كاملا :


لمزيد المعلومات حول أنشطة المركز: